قضت ( جواهر ) ÙÙŠ بيت والديها وقتًا جميلًا ممتعًا، تذكّرت Ùيه الأيام السابقة عندما كانت تسكن معهما بصØبة بقيّة إخوتها ÙÙŠ ( الصقريّة ).
لقد استعادت الكثير من ذكرياتها التي عاشت Ø£Øداثها أيام Ø·Ùولتها وجزءًا من شبابها ÙÙŠ هذه المنطقة الرائعة، Ùهنا يمرّ Ùلج ( الغنتق )ØŒ وهناك مسجد ( بن رمضان )ØŒ وهناك مزارع النخيل الباسقات.
إنّها تتذكّر المساءات عندما كانت الأسرة تتجمّع لشرب القهوة تØت المظلّة المبنيّة بسع٠النخيل ÙÙŠ المزرعة المØيطة بالبيت.
اشتاقت Ù†Ùسها الأسيرة بذكريات الماضي إلى الذهاب إلى مكان النبع القريب الواقع ÙÙŠ الضÙّة المقابلة لوادي ( كلبوه )ØŒ Ùاستأذنت أمّها، وانطلقت تقود سيارتها، وكان واجبًا عليها أن تختار بين أن تتجه بدايةً يمينًا وتعود من الإشارات الضوئيّة الواقعة عند مدخل سوق ( نزوى )ØŒ ثم تتّجه إلى الجهة الأخرى، وتخترق الوادي، وبين أن تتّجه شمالًا، وتصل إلى الوادي بÙضل النÙÙ‚.
اختارت الخيار الأوّل، وقالت ÙÙŠ Ù†Ùسها عند انهباطها من الطريق المزدوج: لقد Ø£ØµØ¨Ø Ù‡Ø°Ø§ الطريق بإشاراته وازدواجيّته عائقًا عن الØركة بين جانبي الوادي.
إنّها ÙÙŠ هذه اللØظة تتذكّر سلاسة مياه ذلك النبع وعذوبتها، وتتعجّب من كونه باردًا صيÙًا داÙئًا شتاءً، وهي تتذكّر تلك المشاهد كأنّها تعيش Ù„Øظاتها الآن، ومنها يوم أن كانت تسير على أقدامها مع أخيها الصغير ( Ø£Øمد ) إلى هذا النبع، لقد كان Ø£Øمد Ù…Øبًّا لها مشÙقًا عليها، ولكنّ أخاها الأكبر ( مسعود ) كان يعترض عليها عند اقترابها من النبع.
ÙˆØين كادت أشعّة الشمس الذهبيّة أن تختÙÙŠ خل٠جبل ( جويد ) الذي ÙŠØمل على رأسه ( برج القرن )ØŒ Ùإنّ جواهر قد اقتربت كثيرًا من مكان النبع، وكان كلّ تÙكيرها Ù…Øصورًا ÙÙŠ أنّها ستجد بقايا نبع قديم أكله الزمن وعبث بعناصر جماله، قال لها بعض عقلها: إذن لماذا آتي إليه إن كان الأمر كذلك؟ ردّ عليها أغلب عقلها وساند ذلك قلبها: أتيت لأتذكّر ماضيًا جميلًا وذكريات لا يمكن أن تهجر وجداني.
هي لم تأت لتزور النبع، بل جاءت لتزور أطلاله، Ùهكذا Ø®Ùيّل لها، وعند وصولها المكان، تÙاجأت بأنّ ماءه لا يزال متدÙّقًا وعناصر جماله باقيةً كما عهدتها من قبل، وكأنّها ذهلت من هذا الأمر، وكأنّ المÙاجأة السعيدة أخذت بجوانب إدراكها، ÙسرØت ÙÙŠ عالم لذيذ من اللاشعور، وإذا بعصÙور صغير يق٠على غصن ÙÙŠ سدرة كبيرة وهو يضØÙƒ من تÙكيرها، ويقول لها: النبع باقÙØŒ والقلوب تتغيّر.
لم يسعÙها الموق٠لتØليل مقولة العصÙور الصغير؛ لأنّها رأت ÙÙŠ الجهة الأخرى طائر الهدهد وهو يرÙ٠بجناØيه مرØّبًا بها ومشÙقًا عليها، ويقول لها: ها قد عدّت إلى هنا بعد سنين، لقد كنت متأكّدًا من أنّك ستعودين، ولكن لا تتÙاجئي من بقاء النبع كما هو، Ùليس كلّ شيء يتغيّر، وليس كلّ قلب يتØوّل.
سمعت أيضًا كلامًا مشابهًا لما قالته العصاÙير من ØÙي٠أوراق الأشجار، وتÙاجأت باندÙاع مجموعة من الÙراشات المتأنّقات بألوانهنّ الزاهية Ù†Øوها، Ùشرعت أكبرهنّ تخاطبها: لا تظنّي أنّ ( جابرًا ) بعد هجرانك هذا المكان قد أهمل نبعه وذهب Ù„ÙŠØµÙ„Ø Ù†Ø¨Ø¹Ù‹Ø§ آخر ÙÙŠ مكان آخر كما ÙŠÙعل كثير من الناس، لا إنّه لم ÙŠÙعل ذلك، لقد بقي مخلصًا لنبعه الوØيد، يرعاه، ويتعهّده ليلًا ونهارًا؛ ليØÙظه من عوادي الزمن، Øتى قضي ØتÙه، ووارى التراب جسده.
عادت إلى ذاتها، واستنطقت قلبها، Ùأخذت Ù†Ùسًا عميقًا، وقالت: صدقت الطيور، وصدق ØÙي٠أوراق الأشجار، وصدقت الÙراشات، ولكن أين قبر جابر؟ أيكون قبره هنا بجنب النبع الذي أصلØه، وزيّن عناصر جماله، وأنÙÙ‚ عليه ثمرة شبابه؟ لا بدّ أنّه عهد إليهم قبل أن يموت أن يدÙÙ† هنا، ولكنّي لا أعلم Ø£Ùعلوا ما أراد منهم أم أنّه ØÙرم أيضًا من هذا؟